مرض التوحد | كل ما تود معرفته عن التوحد وأسبابه وعلاجه | مدونة الصحة والجمال

صحتك تهمنا يناير 15, 2023 ديسمبر 27, 2023
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: يعد مرض التوحد اضطراب فى النمو يؤثر على سلوك الطفل وقدرة الاتصال بية، وبالرغم من استمرار مرض التوحد مدى الحياة ألا إن العلاج وتقديم الرعاية الصحية ستساعدك فى السيطرة على هذا المرض.
-A A +A

مرض التوحد:

يعرف معظم الآباء أساسيات الحفاظ على صحة أطفالهم، سواء من الجانب البدني والعقلي والاجتماعي ويشمل ذلك بتقديم الطعام الصحي والتأكد من حصولهم على قسط كافً من الراحة وممارستهم للرياضة، ويعد من الضروري على الآباء إجراء الفحوصات الطبية على أطفالهم بشكل منتظم في الرعايات الصحية؛ لتفقد النمو الطبيعي للطفل والسيطرة على الأمراض الحديثة، لذلك أود أن أتحدث اليوم معكم عن مرض انتشر بشكل ملاحظ في الأطفال، وهو مرض التوحد إذ كان من الممكن السيطرة عليه في بادئ الأمر أثناء القيام بالفحوصات الطبية بشكل مستمر. 

في البداية ما معنى كلمة التوحد ؟

ظهرت كلمة التوحد منذ أوائل القرن العشرين، وتشير إلى مجموعة من الحالات العصبية والنفسية، وهى كلمة "يونانية "تعني الذات وتعبر عن الظروف التي تعيق الأشخاص عن التواصل الاجتماعي، وتم استخدام هذا المصطلح لأول مرة من قبل الطبيب النفسي للإشارة إلى مجموعة أعراض متعلقة بالفصام، وبدأ الباحثون في الأربعينيات من القرن العشرين باستخدام كلمة "التوحد" لوصف الأطفال الذين يعانون من مشاكل عاطفية واجتماعية وسلوكية.

ظل التوحد والفصام مرتبطين معاً في أذهان الباحثين حتى الستينيات، حينها فقط بدأ الأطباء في فهم مرض التوحد عند الأطفال، وركزت الأبحاث من الستينيات وحتى السبعينيات في علاجات مرض التوحد باستخدام الصدمة الكهربية وتقنيات التغيير السلوكي اعتماداً على الألم والعقاب، وبرز دور العلاج السلوكي أثناء الثمانينيات والتسعينيات، والذي ظل يلعب حتى يومنا هذا دوراً رئيسيا في علاج التوحد.

ماهو مرض التوحد ؟

يعد مرض التوحد اضطراب فى النمو يؤثر على سلوك الطفل وقدرة الاتصال بية، وبالرغم من أن مرض التوحد يظهر فى أي عمر ألا إن اضطراب النمو يظهر بشكل واضح فى أول عامين من حياة الطفل، وتختلف الأعراض من طفل إلى أخر اعتماداً على نوع وشدة الأعراض إذ تتراوح من متوسطة إلى شديدة وغالباً يصعب فيها التواصل مع الآخرين، وبالرغم من استمرار مرض التوحد مدى الحياة ألا إن العلاج وتقديم الرعاية الصحية المناسبة للطفل ستساعدك فى السيطرة على هذا المرض.


كل ما تود معرفته عن التوحد وأسبابه وعلاجه



ما هي أنواع التوحد ؟

يعد الآن تشخيص الأطفال بالتوحد أكثر من أي وقت، وربما يرجع زيادة أعداد أنواع التوحد الأخيرة، إلى التغير في كيفية تشخيص المرض، وليس لأن المزيد من الأطفال يعانون من المرض، ويمثل التشخيص المبكر أمر جيد ويعطى فرق واضح في العلاج، وبعد اطلاع الخبراء على أنواع التوحد أطلقوا عليها جميعاً اضطرابات طيف التوحد.


وسنذكر الآن أنواع التوحد:

  • متلازمة اسبرجر: تعد من أخف أنواع التوحد، وتظهر قدرة الأطفال المصابة به على التعامل مع حياتها بشكل زكي جداً، فنجد الطفل يتحدث عن الموضوعات التي تهمه ويناقشها دون توقف، ولكن يعد ذلك صعب اجتماعياً
  • اضطراب النمو المتفشي: أكثر حدة من متلازمة اسبرجر ولكن ليس بشدة اضطراب التوحد
  • اضطراب التوحد: هذا أقدم أنواع التوحد، ويظل أكثرهم في الحدة
  • اضطراب الطفولة التفكيري: يعد هذا النوع نادر الحدوث وأيضاً من أقسى أنواع التوحد؛ لان الطفل في البداية يبدو بصورة طبيعية، ثم سرعان ما يفقد العديد من المهارات الاجتماعية واللغوية والعقلية، ويظهر عادة في سن يتراوح من 2 إلى 4 سنوات
  • متلازمة ريت: يتشابه أطفال هذه المتلازمة مع أطفال التوحد من حيث السلوك، واعتاد الخبراء على اعتبار الحالتين تشخيص واحد، إلى أن ثبت انه بسبب طفرة جينية لم يعد له صلة بالتوحد

ما هي أسباب التوحد ؟

على الرغم من إطلاع العلماء على المرض، ألا ظل معرفة أسباب التوحد أمر مجهول وتشير إحدى الدراسات أن الجينات لها دور مع العامل البيئي في تطور هذا المرض، وفيما يلي سنذكر بعض العوامل المساعدة على حدوث مرض التوحد 
  • وجود أخ مصاب بالتوحد.
  • العوامل الوراثية، إذ كان أحد أفراد العائلة مصاب بهذا المرض.  
  • الأشخاص المصابين بمتلازمة داون ومتلازمة ريت أكثر عرضة للإصابة.
  • انخفاض الوزن عند الولادة.
  • الآباء الأكبر سناً.
  • تعرض الأم لبعض الأدوية أو المواد الكيميائية.
  • إذ كانت الأم مصابة بالسمنة أو السكري.

ربطت بعض الدراسات المثيرة للجدل عام 1998 بين أسباب مرض التوحد والحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، ولكن فى النهاية تم سحب هذه الدراسة عام 2010، وظل معرفة أسباب مرض التوحد أمر مجهول السبب. 


ما هي علامات التوحد عند الرضع؟

تشير إحدى الدراسات الحديثة تنبؤ الأطباء على اكتشاف علامات التوحد عند الرضع الأقل من 10 أشهر، ولم يكتفى بذلك بل ظل البحث على طرق للكشف عن التوحد حتى عمر 18 شهراً، وتعد هذه إحدى الدراسات الحديثة التي قام بها العلماء في جامعة السويد والتي مثلت طفرة وقتها.

تم اكتشاف علامات التوحد عند الرضع، عندما بدأ الباحثون في دراسة مجموعة من الأطفال يمثلون 112 رضيع، وكانت النتيجة ظهور 81 رضيع لديهم جينات وراثية للتوحد، فكانت فرصة إصابتهم للتوحد أعلى من الآخرين، واستخدم العلماء في تشخيص علامات التوحد عند الرضع بعض تقنيات العين إذ تعد من أفضل الطرق للتشخيص المبكر، وفيها يتم قياس مدى استجابة الأطفال للآباء وأيضاً المؤثرات البصرية.


سنذكر الآن علامات التوحد عند الرضع، إذ تم ملاحظة أي من هذه العلامات يمكنك حينها الاتجاه إلى الطبيب للقيام بالفحوصات، فالتشخيص المبكر له دور كبير في بناء المهارات لاحقاً:

  • لا يبتسم: يبدأ الطفل عادةً في الابتسام بعد عمر 3 أشهر إذ ابتسمت له.
  • لا يوجد اتصال بالعين: يولد معظم الأطفال بالفطرة، قدرة في التعرف على أباءهم أثناء النظر إليهم.
  • لا يستجيب عند سماع نداء اسمه: إذ يلزم استجابة الأطفال لذلك بحد اقصى 9 أشهر.
  • لا يرغبون في المشاركات الجماعية.
  • لا يلعبون ولا يضحكون مثل الأطفال.


ما هي علامات التوحد عند الأطفال؟

  • الجانب الاجتماعي.
  • يفضلون اللعب بمفردهم.
  • لا يريدون التقاطهم أو ضمهم.
  • تجاهل التحيات والوداع.
  • عدم مشاركة الأخرينِ فيما يقومون به.
  • التواصل.
  • يجدون صعوبة في توصيل ما يريدون.
  • يبدو أنهم لا يفهمون ما يريده الناس أو يقولونه.
  • التحدث بطريقة غير طبيعية (مثل تكرار الكلمات أو الأغاني).
  • صعوبة في اتباع التوجيهات.
  • لا يشاورون إلى الأشياء ولا يظهرون الاهتمام عندما يشير إليهم الآخرين.

الأنشطة والسلوكيات الأخرى:  

  • انزعاج شديد من التغير في الروتين
  • لديهم حركة غير طبيعية (مثل حركة اليد أو المشي على أصابع القدم)
  • شدة الحساسية لرائحة معينة
  • اللعب بطريقة متكررة (قد يضع الأشياء بترتيب معين)
  • فعل الشيء نفسه مراراً وتكراراً.

ما هو مرض التوحد عند الكبار؟

لا توجد حاليًا معايير لقياس مرض التوحد عند الكبار الذين يُشتبه فيهم، ويبدأ الطبيب بالتشخيص للتأكد من عدم وجود سبب مرض جسدي أساسي وراء تصرفاتهم، وربما يطلب الطبيب التوجه إلى طبيب نفسي للتحدث معهم حول المشاكل المرتبطة بالتواصل، والعاطفة، والسلوك، والاهتمامات وأكثر من ذلك، وهناك تتمحور الأسئلة حول الأشياء المتعلقة بالطفولة، وقد يطلب الطبيب التحدث مع أفراد الأسرة لاكتساب وجه نظر بشأن العلامات الظاهرة عليهم.

  • الآن سنتحدث عن علامات التوحد عند الكبار التي تستدعي زيارة الطبيب:
  • تعد من أولى علامات التوحد عند الكبار، صعوبة في القراءة والتحدث مع الآخرين.
  • يفقد القدرة على التعبير بلغة الجسد أو قرأتها على الآخرين.
  • لا يرغبون في النظر إلى الآخرين أثناء التحدث.
  • مشاكل فى تنظيم العاطفة والاستجابة لها.
  • اتباع خطط زمنية وتنظيم دقيق للممارسات اليومية.
  • الاهتمام ببعض المجالات.
  • لا يفضلون العمل مع الآخرين.




مرض التوحد



كل هذه العلامات تشير إلى وجود التوحد عند الكبار، والتي تستدعي حينها اللجوء إلى الطبيب المختص؛ لمعرفة أسباب التوحد وتقديم العلاج المناسب للسيطرة على هذا المرض.

سنتحدث الآن عن أنسب الطرق فى علاج مرض التوحد عند الكبار والأطفال والرضع: 

علاج مرض التوحد عند الكبار:

غالباً، لا يتم علاج مرض التوحد عند الكبار بنفس الأدوية المتناولة في علاج مرض التوحد عند الأطفال، إذ يتم اتباع نظام أخر في العلاج منها العلاج السلوكي واللفظي والتطبيقي، وتحدد الطريقة المناسبة للمريض اعتماداً على الأعراض المصاحبة من قلق وعزلة اجتماعية ومشاكل في العلاقة وصعوبات في العمل، ويمكن أيضاً تناول الأدوية الموصوفة لأعراض القلق والاكتئاب. 

علاج مرض التوحد عند الأطفال:

يتلقى جميع مراحل أطفال مرض التوحد مجموعة من العلاجات المختلفة منها ما يقام بالمدرسة إلى جانب العلاج البدني والكلامي والتدرب على المهارات الاجتماعية والسلوكية، وربما يلجأ الآباء إلى العلاج الحسي في حالة عدم استجابة الأطفال إلى رد الفعل الحسي، ومع التقدم في العمر سيكون من المفيد المشاركة في مجموعات المهارات الاجتماعية، ويناسب بعض هذه العلاجات مرض التوحد عند الكبار، ألا إن الاستجابة الحقيقة للعلاج تختلف من شخص إلى آخر اعتماداً على التشخيص 

يعتمد علاج مرض التوحد في المدرسة على علاج السلوك والتواصل، وذلك من خلال تعلم السلوك الإيجابي والحد من السلوك السلبي، وسنذكر الآن بعض هذه الطرق المستخدمة لعلاج التوحد عند الأطفال: 
  • التدريب التجريبي، يلقى بها الدروس الإيجابية والبسيطة.  
  • التدريب على الاستجابة، يعطى دافع للتعلم والتواصل.
  • التدخل السلوكي المبكر، يعد الأفضل للأطفال الأقل من 5 سنوات.  
  • التدخل السلوكي اللفظي، يُركز على مهارات التواصل.  
  • منهج بناء العلاقات، يهدف إلى النمو العاطفي والفكري ويعتمد على مشاركة الطفل فى اللعب مع غيره والقيام بالأنشطة المحببة إليه، ويعد من أفضل العلاجات إذ ُيمكنك من اللعب مع الطفل.  
  • إشارات مرئية وبطاقات الصور، نلجأ لهذا العلاج للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • العلاج الوظيفي، يتعلم فيه الطفل القيام بمهارات الحياة مثل التغذية، وارتداء الملابس والاستحمام، ويساعد هذا العلاج الطفل في العيش بشكل مستقل غير معتمد على مساعدة الآخرين
  • العلاج الحسي، يساعد على كيفية تعامل الأطفال الذين يغضبون سريعاً من الأضواء الساطعة والأصوات العالية .

التوحد عند الأطفال


علاج التوحد عند الرضع:

نلجأ للطبيب فوراً عند ظهور علامات التوحد عند الرضع، إذ يَكمل الهدف الرئيسي في التشخيص المبكر العلاج السريع


وفى النهاية أود أن أختم بسؤال اعتماداً على ما سبق، هل التوحد مرض وراثي؟ 

أجريت دراسة لمعرفة هل التوحد مرض وراثي أم لا، شملت أكثر من مليوني شخص من خمسة دول وكانت النتيجة تشير أن أسباب التوحد تعتمد بنسبة 80٪ على الجينات الوراثية، مما يعني أن العوامل البيئية مسؤولة عن 20 ٪ فقط، وربما تبدو هذه النتائج كافية لفتح أبوابًا جديدة للبحث في أسباب التوحد الوراثية.

شارك المقال لتنفع به غيرك

صحتك تهمنا

الكاتب صحتك تهمنا

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

3608837099430706571
https://www.alsehawajamal.com/