الصداع النصفي! أسبابه والوقاية منه وطرق علاجه

إذا كنت تعاني من ألم في جانب واحد من رأسك، فقد تكون مصابًا بالصداع النصفي. هذا النوع من الصداع يمكن أن يكون شديدًا لدرجة أنه يمنعك من القيام بأعمالك اليومية، ويستمر لفترات طويلة تتراوح بين 4 إلى 72 ساعة إذا لم تتلقى العلاج المناسب. كما أنه قد يرافقه غالبًا آلامٌ في الرقبة ومنطقة خلف الرأس، إلى جانب الغثيان والقيء. 

تشير الإحصائيات إلى أن النساء يعانين من الصداع النصفي بنسبة أكبر من الرجال، حيث تعاني واحدة من كل ست نساء من هذا النوع من الصداع. يعود الصداع النصفي لأسباب متنوعة وشائعة، ورغم أن الكثيرين يعرفون بعض هذه الأسباب، إلا أن هناك أسبابًا أخرى قد لا يكون الكثيرون على دراية بها. يتناول هذا المقال أسبابًا جديدة للصداع النصفي، ويقدم أيضًا خيارات لعلاجه بوسائل طبيعية وسهلة.

 

أهم أسباب الصداع النصفي:

1- الإمساك:

رغم غرابة المعلومة، إلا أنها حقيقة: يعد الإمساك أحد العوامل الرئيسية وراء الصداع النصفي. يتسبب الإمساك في توتر حركة الأمعاء، مما ينتج عنه ألمٌ مرتبط في أحد جوانب الرأس.

العناية بصحتك تعتبر وسيلة فعّالة لتجنب الصداع النصفي، حيث يشمل ذلك اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام. يسهم شرب كميات كافية من الماء وإضافة الأطعمة الغنية بالألياف إلى نظامك الغذائي في الوقاية من الإمساك، الذي يعد عاملاً مسبباً للصداع النصفي. تتضمن الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات الطازجة، مثل الخضر الورقية والخوخ، وكذلك الحبوب والبقوليات.

2- قلة النوم:

أظهرت الدراسات وجود ارتباط بين قلة النوم وتكرار الصداع النصفي، حيث يعاني العديد من الأشخاص من هذا النوع من الصداع نتيجة لنقص النوم. تشير الدراسة إلى أن عدم القدرة على النوم قد يكون بداية لحلقة مفرغة من الصداع النصفي، ولكن يمكن التغلب على هذا الصداع من خلال تنظيم ساعات النوم وتجنب السهر لفترات طويلة.

 

3- انسداد الأنف أو العينين:

تشير بعض الأبحاث إلى أن هناك علاقة بين الأعراض الجيوب الأنفية والصداع النصفي، حيث يظهر لدى العديد من الأشخاص الذين يعانون من صداع الجيوب الأنفية أعراض واضحة مثل انسداد الأنف والجفون المتخاذلة. ووفقًا لإحدى الدراسات، يعاني نحو 90٪ من الأفراد الذين يعانون من صداع الجيوب الأنفية أيضًا من الصداع النصفي.

4- قلة الغذاء وانخفاض نسبة السكر فى الدم:

يبدو أن الأشخاص الذين لا يولون اهتمامًا كافيًا لنظامهم الغذائي هم الأكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي، حيث إن تجاهل وجبة غذائية يمكن أن يسبب انخفاضًا في نسبة السكر في الدم، مما يؤدي إلى حدوث الصداع النصفي.

5- الضغط النفسي والإجهاد:

يُعتبر الانشغال والتورُّط في المهام اليومية، إلى جانب التعرض للإجهاد والضغط النفسي طوال اليوم، من بين أسباب الصداع النصفي الرئيسية.

6- التغيرات الهرمونية:

التغيرات الهرمونية من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الصداع النصفي عند النساء ويحدث غالبا قبل الدورة نتيجة انخفاض مستوى هرمون الاستروجين ويحدث أيضا للنساء الذين يتعاطون موانع للحمل ذات طابع هرموني مثل حبوب منع الحمل.

قد تكون هناك أسباب أخرى للصداع النصفي مثل:

قد تكون تناول الأطعمة المالحة، والأطعمة المصنعة، والتي تحتوي على الأسبارتام أو الغلوتامات أحادية الصوديوم، إضافةً إلى بعض المشروبات مثل النبيذ والمشروبات الكحولية والتي تحتوي على الكافيين، من بين العوامل التي قد تسبب الصداع النصفي. كما قد يلعب المحفزات الحسية، مثل الأضواء الساطعة والأصوات العالية والروائح غير العادية، دورًا في تفاقم هذا النوع من الصداع. هناك أيضًا ارتباط بين تغيرات الطقس وظهور الصداع النصفي.

 

علاج الصداع النصفي بالأعشاب:

زيت النعناع لعلاج لصداع النصفي:

يُستخدم زيت النعناع غالبًا لتخفيف مشاكل الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي، ونظرًا لتأثيره المهدئ، قد يساعد في تخفيف آلام الصداع النصفي. يُمكن استخدام زيت النعناع عن طريق الفم، أو كمرهم موضعي، وفي بعض الحالات ككريم، لعلاج الصداع النصفي.

 

الصفصاف أقوى علاج للصداع النصفي:

يُعرف أن الأسبرين كان يستخرج من شجرة الصفصاف في العصور القديمة، حيث يتمتع بخصائص مضادة للالتهابات وقدرة على تخفيف الحمى. تم استخدام الصفصاف في الصين وأوروبا لاحقًا في علاج الصداع والتهاب المفاصل والتهاب الأوتار، وآلام أسفل الظهر. يُمكن استخدام الصفصاف لمعالجة الصداع النصفي عن طريق غليه وتناوله بمحلول يتم تحليته بالعسل.

 

بذور الكزبرة :

أثبتت الكزبرة فعاليتها في علاج مجموعة واسعة من الأمراض، بدءًا من الحساسية وصولاً إلى مرض السكري والصداع النصفي. يُستخدم الكزبرة في الطب التقليدي لتخفيف ضغط الجيوب الأنفية والصداع عن طريق سكب الماء الساخن على البذور الطازجة واستنشاق البخار، مما يساعد في التخلص من الألم الناجم عن انسداد الأنف.

الروز ماري:

يُستخدم الروزماري كتوابل في الطهي وكعشب طبي، حيث يُستخدم في علاج آلام العضلات والمفاصل، ويظهر فعاليته في التعامل مع مشاكل الذاكرة، وصعوبة التركيز، والمشاكل في الدورة الدموية، بالإضافة إلى نجاحه في علاج الصداع النصفي. يمكن استخدام الروزماري موضعيًا أو عن طريق الاستنشاق، ويمكن تجفيف أوراق النبات واستخدامها في صُنع الكبسولات، ويمكن أيضًا تحضير شاي من أوراقه.

الشاي الأخضر:

يحتوي الشاي الأخضر على مادة الكافيين التي تساهم في تخفيف الصداع النصفي، وقد تم استخدام الشاي الأخضر في تركيبات مع أعشاب أخرى لعلاج آلام الصداع النصفي في الطب الصيني التقليدي. يعتمد الكثيرون في مختلف الثقافات على تناول مادة الكافيين بشكل أساسي للمساعدة في علاج الصداع وتخفيف ارتفاع ضغط الدم.

الزنجبيل:

اعتاد الناس على استخدام الزنجبيل كوسيلة لعلاج الصداع، وآلام المعدة، وأعراض البرد والإنفلونزا، نظرًا لخصائصه الفعّالة كمضاد للالتهابات، ومضاد للفيروسات والفطريات، ومضاد للجراثيم.

علاجات أخرى للصداع النصفي:

العلاج الدوائي:

تُستخدم بعض الأدوية لتسكين آلام الصداع، بما في ذلك الأدوية التي تحتوي على الأسيتامينوفين والأسبرين، حيث تعمل هذه المركبات على تخفيف ألم الصداع النصفي.

تغيير نمط الحياة للمساعدة في علاج الصداع النصفي:

تشمل استراتيجيات تخفيف الصداع النصفي تغيير النظام الغذائي، وتجنب بعض المحفزات الحسية، وضبط الجدول الزمني للنوم، والتفادي من الإجهاد.  

ممارسة الجنس:

أظهرت دراسة أن ممارسة الجنس يمكن أن تساعد في تخفيف فعال من أعراض الصداع النصفي لبعض النساء، وذلك نتيجة لإفراز مادة من قبل المخ أثناء الجماع تسهم في تخفيف الألم.

الاسترخاء وشرب الماء:

الاسترخاء في غرفة منخفضة الإضاءة والاستلقاء على الظهر والنظر إلى أعلى يساعد في تخفيف آلام الصداع النصفي، كما أن الإكثار من شرب الماء والابتعاد عن الوجبات الجاهزة، ومصادر القلق والتوتر يساعد في تجنب الصداع النصفي.

وإليكم أهم النصائح التي تساعد على علاج الصداع النصفي:

1. يُفضل تجنب تناول الأطعمة الغنية بمادة التيرامين، حيث تميل هذه المادة إلى توسيع الشرايين والأوردة، مما قد يتسبب في التهابات وحدوث الصداع. تشمل بعض الأطعمة الغنية بمادة التيرامين: اللحوم المقددة، والمملحة، والكرنب، والأسماك المعلبة، والموز، والجبن، والطماطم، والخميرة، والباذنجان.
2. يُعتبر التدخين من بين أهم العوامل التي تسهم في حدوث الصداع النصفي وآلام الرأس. يعود ذلك إلى وجود النيكوتين في السجائر، الذي يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية، وكذلك وجود أول أكسيد الكربون الذي يسبب توسيع الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى حدوث الصداع. لذا، يُنصح بالابتعاد تمامًا ونهائيًا عن عادة التدخين للوقاية من الصداع النصفي.
3. إذا كنت تعاني من مشاكل في الرقبة وأعلى الظهر، فقد يكون هذا هو السبب الرئيسي للآلام الرأس النصفية. لذا، من المهم علاج وتقوية الرقبة وعضلات الرأس لضمان عدم تفاقم الآلام والصداع النصفي.
4. أظهرت الدراسات والأبحاث العلمية أن الأشخاص الذين يتعرضون لضغوط العمل وضغوط الحياة بشكل زائد يكونون أكثر عرضة للتوتر والإجهاد والقلق، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالصداع، وخصوصا الصداع النصفي. لذا، يجب عليك تقليل مستويات التوتر والضغط النفسي للمحافظة على صحتك العامة والوقاية من هذا النوع من الصداع.
5. يُفضل الحرص على تناول الأعشاب التي تعتبر مساعدة في تخفيف آلام الرأس والصداع النصفي. من بين هذه الأعشاب يمكن الإستعانة بالبابونج والزنجبيل والنعناع البستاني والفلفل الأخضر والصفصاف والناردين.
6. قد يكون سبب الصداع النصفي مرتبطًا بمشاكل في الفم والأسنان، مثل التهابات الفم، وآلام اللثة، والتسوس. لذا، يُفضل التأكد من عدم وجود أية مشاكل في الفم قبل البدء في استخدام أي علاج للصداع النصفي.
7. "مشتقات الصويا مثل 'الليسيثين' تُعتبر مادة هامة وفعالة في علاج الصداع النصفي. أشارت الأبحاث والدراسات العلمية إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الليسيثين يكونون أقل عرضة لتكرار نوبات الصداع النصفي."
8. يجب أن تحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين ب وخصوصا فيتامين ب3 لأنه يساعد جدا على الوقاية من الصداع النصفي وتحسين تدفق الدم إلى المخ وكذلك الحرص على تناول الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من الكالسيوم والماغنسيوم والإنزيم المساعد Q10.
9. يُفضل الحفاظ على توقيت نوم منتظم طوال الأسبوع، حيث يجب أن تحدد معاد النوم والاستيقاظ واحدًا طوال الأسبوع. يتجنب بعض الأشخاص استغلال أيام العطلة للنوم أكثر من المعتاد، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات في الجسم والتي قد تتسبب في الصداع النصفي، وتعرف هذه الحالة عادة باسم 'صداع نهاية الأسبوع.
10. يُفضل الابتعاد عن النظر إلى الألوان ذات درجة سطوع عالية للحفاظ على صحة عينيك وتجنب الإصابة بالصداع وألم الرأس، خاصة الصداع النصفي.

في الختام، إذا كنت تعاني من الصداع النصفي بشكل متكرر أو مزمن، يُفضل زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد السبب الفعلي للصداع. سيقوم الطبيب بتقديم العلاج المناسب الذي يستند إلى التشخيص السليم للتخفيف من الأعراض وتحسين جودة حياتك. نتمنى للجميع الشفاء والصحة.